Arabic 01. “التوراة والإنجيل … هُدى للناس”

سورة ۳:۳–٤ آل عمران.

التوراة والإنجيل … هُدى “للناس”

السلامُ عليكم.

يُخبرنا القرآن الكريم عن الحاجة لقراءة التوراة والإنجيل (أسفار في الكتاب المقدّس). في سورة (آل عمران) ۳:۳ نقرأ ما يلي:نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتابَ بِالحَقِّ مُصدِقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التوراة والإنجيلَ مِن قَبْلُ هُدَىَ لِلناسِ وأَنزَلَ الفرقانَ”.

إنَّهُ تعالى الّذي نَزَّلَ عليكَ (خطوة بعد الأُخرى) بِالحقّ، مُصدّقاً لِما بين يديهِ ناموس (موسى) {التوراة} والإنجيل “يسوع” من قَبْل هُدىً للناسِ وأنزلَ الفُرقان (للحُكم بين الصحيح والخطأ).

تُوضح هذه الآية بشكل كبير أن التوراة والإنجيل قد أُعطيا لكل الناس.”كهُدىً للناس” يشمل الجنس البشري، كُلّ الناس وليس فقط مجموعة قليلة مُختارة.

يُعلمنا القرآن الكريم أنه من خلال عيسى المسيح أُرْسِلَ الإنجيل. أُعطِيَ “كهُدى” و “موعظةً” للمُتقين الذين يخافون الله. سورة ٥ :٤٥

وَقَفَّينا على آثارهم بعيسى ابن مريمَ مُصَدِّقاً لِمَا بينَ يديه مَنِ التوراة وآتيناه الإنجيلَ فيهِ هُدىً ونورٌ ومُصدِّقاً لما بين يديه مِنَ التوراةِ وهُدىً وموعظةً للمُتّقينَ.سورة المائدة ٥: ٤٥هذه الموعظة (التوراة والإنجيل) هي تحذير، أو تأنيب على الأخطاء، تنصحنا ضد الممارسات الخاطئة. هذه الموعظة هي للتعليم والهداية بينما نحن هُنا على كوكب الأرض.

أُناس بحكم صائب، الّذين آذانهم على استعداد لاستلام تعليمات الله تعالى، ومستعدون دوماً للعَمَلِ بنصيحة مِن السَّماء، كما فَعَلَ موسى، في (الإنجيل) الرسالة إلى العبرانيين ٨ : ٥. لقد حَرَسَ الله تعالى كلماته بعناية كما سجَّلها في سورة ٥ : ٥١ “وأَنزَلنا إِليكَ الكِتابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَينَ يَديهِ مِنَ الكِتابِ (الكِتاب المُقدَّس) ومُهيمِناً عليهِ…” يا له مِن عزاء إدراك أن الله يحمي كلماته، ويُهيمِنُ عليها، لكي يكون لنا اليوم هُدىً يُفرِّق بينَ الحقِّ والباطل.

هل التوراة والإنجيل مُحرفان؟

يجب أن لا تعترينا الدهشة أنَّ هُناك الكثير مِن الأشياء الإيجابية قد كُتِبَت عن الأسفار المُقدَّسة (التوراة والإنجيل) في القُرآن الكريم. مع ذلك، وبالرغم مِن هذا كلِّه، فإن بعض النّاس يُخبرونكُم بِنيّة طيِّبة أن هذه الكُتُب قدْ حُرِّفت.

تخيَّل أن تقول مِثل هذه الأشياء عن كُتُب مُقدَّسة أُرسِلَتْ مِن عِندِ الله؟ هذه إهانة له تعالى. كما لو أنَّه تبارك اسمهُ غير قادِر على حفظِ كلماته سليمة مِن العقول الشرِّيرة.مع هذا فإن هذه المصادر عينها التي تقول إن الكُتُب المُقدَّسة للتوراة والإنجيل قد تغيَّرت أو حُرِّفَت سيقتبسون في الوقت ذاته بحرُيَّة منها للتوسع بأفكارهم. حتَّى أَنَّهم يحفظون أجزاء كبيرة مِن أسفار الكتاب المُقدَّس وبعدها يقولون إنها مُحرَّفة ويقولون إنها ليست كلمة الله.أيُّها الأصدقاء، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تملأون عُقُولكُم بكُنُب قد حُرِّفت؟ وفي أوقات أُخرى يقتبسون بحُريَّة مِن هذه الكُتُب التي مِن المفروض أن تكون مُحرَّفة لإثبات رأيهم، لكن كيف يتأكدون بأن ما يقتبسونه لم يتم تحريفه؟

يجب أن يُخبرنا هذا أيُّها الأصدقاء أن عقول النّاس قد تأثرت كثيراً مِن إبليس (الشيطان). الله يعرف ما يعمله! لنَثِقْ بِهِ ونعتمد على كلماته المُرسلة مِنه، ولنأخُذْ هذه الكلمات لتكون مُلكنا. إقرأ ثانية الكلمات الّتي في سورة ٥: ٤٥ بأن الإنجيل قد أُرسِلَ بواسطة عيسى المسيح كهُدىً وموعِظةً لمُتّقي الله. قارئي العزيز، هل تتقي الله؟ إذاً هذه الكلمات قد كُتِبَتْ لَكَ.علامات على الطريق….

يحتاج النّاس اليوم لتوجيه. كمْ يلجأ النّاس الّذين يسيرونَ على الكثير مِن الطُرُقِ السّريعة لقراءة العلامات على جانِبَي الطريق ليُقرّروا أي طريق يسلكونها وبُعْدِ المسافَةِ لمدينتهم المنشودة. الكُلُّ، في هذا العالم، يحتاجون إلى دلائل لتُخبرهم أي طريق يسلكونها في سفرهم بأمان لكي نَصِلَ إلى وُجهَةِ سيرنا السَّماوية.الكُتُبُ السَّماوية “الأسفار” هي دلائل “هُدىً” تُساعدُكَ على تجنّبِ الضلال. لا يستمتع أي واحد بالتأكيد بالذِهابِ في وُجهة خاطئة، والأقل أن نقول، إِنَّه يشعر بالإحباط. لكن كثيرون جداً هُم الَّذين يُسافرون في الحياة اليوم دُون إدراك مِنهم أنَّهُم على الطريق الخاطىء.يُخبرُنا القُرآن الكريم بأن “نُؤمن بالله ورسوله… والكُتُب الّتي أُنزِلت مِن قَبْلُ” سورة ٤: ١۳٦ والّذي يكفر “بِرُسُلِهِ… وَكُتُبِهِ” قد ذهبَ بعيداً وضَلَّ. ما أقَل الّذين يُؤمنُون حقيقة بين شعب الله بِما هُو مكتوب هُنا…. هُنا نصيحة في غاية الوضوح لنُؤمِنَ باللهِ فحَسب، بل في الأسفار التي أَنزَلَها.صديقي العزيز، ألَمْ يَحِنِ الوقتُ للبحثِ عن كِتابٍ مُقدّس والبدءِ في قراءة التعليمات الّتي أرسلَها. ولا عجَب أن مُعظم سُكان الأرض قد زاغوا حقيقة بعيداً و ضلّوا.رفضَ النّاس الهداية والنور، اللذَينِ أُرسِلا، واختاروا بدلاً مِنها أن يبقوا في ظُلمَةِ هذا العالم. لقد أعمى إبليس (الشيطان) أعينُهُم، لكِنَّ الله في رحمتِهِ، يدعونا للقُدومِ إلى نور الحقِّ الموجُود في الأسفار (الكتاب المُقدَّس).

يقول القرآن الكريم إنَّ “الحَقَّ مِنْ ربِّكُم” سورة ١٨:٢٩ لا يُمكن المُبالغة في التركيز على الحقِّ. ومِن خلالِ الحَقِّ يُقدِّسُ الله شعبهُ. مكتُوبٌ في الإنجيل “قَدِّسْهُمْ في حَقِّكَ، كلامُكَ هُوَ حقٌ” يُوحنّا ١٧:١٧ كَلِمَةُ اللهِ هي حَقّ.إنَّ الله بكُلِّ يقين كُلِّيّ الحكمَةِ والقُدرةِ ليصونَ ويحمي كلماته. ويُذَكِّرنا فيسورة ٦: ١١٥ “وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقاً وعَدْلاً لا مُبَدِلَ لِكَلِمَتِهِ، وهُو السَّميعُ العَليمُ”.اللهُ مُهتمٌ بتقديم حَقِّهِ لنا. وكما أورَدنا أنَّ في “الإنجيلِ هُدىً ونُورٌ مِن التوراة”. سورة ٥ :٤٥حتَّى أنَّ النبي مُحمَد قد شَجَّعَ المُسلمين بالتأكيد على قراءة الإنجيلِ لأِنَّهُ عرِف ما يحويهِ الإنجيل، فكيف يقول إنَّهُ هُدىً ونور إذا لم يكُن يعرفُ المكتوب فيه؟ إذا لم يُردْنا النبي محمد أن نقرأ التوراة والإنجيل، لما كتبَ هكذا كلمات قوِّية لتدعم أنَّ الإنجيل والتوراة هُما هُدىً لنا اليوم. وقال “إنَّهما هُدىً ومَوعِظةً للمُتّقين” سورة ٥ :٤٥أيُّها الأصدقاء، إذا كُنتُم مِن مُتّقي الله، فسوف تقضون في قراءة الأسفار (الكتاب المُقدّس) وقتاً. ويصدُقُ القولُ إنها تُعطي الهداية للجنس البشري. ففي كُلِّ الأسفارِ الّتي يتضمّنها الكتاب المُقدَّس، وكما يقول القرآن الكريم هو “الفُرقان بين ما هُوَ صحيح وخطأ. سورة ۳: ۳–٤

يُخبرُنا القاموس بأن “الفُرقان” هو “المعيار” أو “الحُكم” الّذي يُقاس بهِ الكلّ سواء كان صحيحاً أم خاطئاً. يجب أن يُحاكَمِ الكُلّ بهذا المعيار، حيث يقول إشعياء النبي في الأصحاح ٨: ٢۰ “إلى الشريعَةِ وإلى الشَهادَةِ. إن لمْ يقولوا مِثلَ فليسَ لهُمْ فَجرٌ”.إلى الشريعَةِ، يُشيرُ إلى ناموسِ الوصايا العشر، وإلى الشهادَةِ، شهادة الأسفار المُقدَّسة، إذا لم تُوافِق كلمات أي واحد مع ما هو مكتوب، فليسَ لهُم فجرٌ.

يُظهِرُ لنا عيسى المسيح في الإنجيل الكيفية الّتي يجب أن نعيش بها حيث يقول في الإنجيل متى ٤:٤ “ليسَ بالخُبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ، بَل بِكُلِّ كُلِمَةٍ تخرُجُ مِن فمِ اللهِ”ولا عجب أنَّ الرسول محمد أعطى الكثير مِن المشورة لنا والّتي تعود بنا إلى الأسفار (الكتاب المُقدّس)؟سِراج ونُور

تقول سورة ١٧:٥٥ في القُرآن الكريم إن بعض الأنبياء قد أُعطوا عطايا، ولداود قد أُعطِيتْ هِبَة المزامير “الزبور”. نقرأ في الزبور كلمات الله القائلة “سِراجٌ لِرِجلِي كَلامُكَ ونُورٌ لِسبيلي” مزمور ۱۱٩: ١۰٥

هل جرَّبتَ أن تمشي في الليل بدُون نُور؟ هل وجدتَ مِن المُستحيل السير بدون الخوف مِن السُقوط أو السير إلى مكان ما حيث تتعرَّض للإصابة بجروح أو حتّى أسوأ مِن ذاك السقوط مِن مُنحدر صخري؟

يعيش عالمُنا ظُلمة ليل، وإذا كان مِن وقتٍ نحتاج فيه إلى سِراج لأرجلنا، إنّما هُو اليوم! ابتعد الكثيرون مِن النّاس عن الصراط المُستقيم، لم يُعيروا قيمة “للسراج” و “النُور” اللذين بواسطتِهِما نعرف طريق الصواب. ما هُو سبب كثرة الجرائم، وإستباحة القانون، والإنحلال الخُلُقي اليوم؟ لماذا يقف المجتمع على جافة الدمار؟أَلَمْ يُنكروا الله، وشريعته، وكُتُبه، ورُسُله؟ سورة ٤: ١۳٦ هكذا نهيب بكُلِّ واحد. مهما تكُن إقرأ “الأسفار المُقدّسة” التي أُنزِلَتْ إلينا مِن السّماء بالرحمة. إنّها بحقٍّ “الفُرقان” لنا، لتُعَلِّمَنا ما هُو الصحيح والمنهي عنه.

قبل أن تفتح صفحانه، أُطلُب مِن الله أن يُعلِّمُكَ الفهم الصحيح عندما تقرأها. يُبارك الله تعالى أُولئِكَ المُخلِصين الساعين نحو البرّ (التوراة). إرميا ٢٩ :١۳ “ونطلُبونَنِي فتجِدونَنِي إذْ تطلبونَني بِكَلِّ قلبِكُمْ” الذين يطلبون الله، عليهم أن يطلبوه بِكَلِّ قلوبِهِم.

عسى بركات الله الغزيرة أن تكون معكم.

“بسم الله الرحمن الرحيم”

للحُصُول على قائمة لمزيد مِن المواضيع، أو ارسال إقتراحاتكم، الرجاء الإتصال بالعنوان التالي: